ومن معالم الحضارة الإسلامية في بغداد ما يلي:
المدرسة المستنصرية في بغداد
(625 هـ / 1227م )
تعد
المدرسة المستنصرية في بغداد من الجامعات العربية الإسلامية العريقة التي
اشتهرت بتدريس علوم القرآن ،والسنة النبوية ،والمذاهب الفقهية، وعلوم اللغة
العربية ،والرياضيات والفرائض ،وعلوم الطب ، ولعل أهم ما امتازت به هذه
المدرسة عن المدارس التى سبقتها والمعاصرة لها هو وجود بناية خاصة ملحقة
بها ، وكان بازاء باب المدرسة ساعة يستعان بها لمعرفة أوقات الصلاة والدرس
صنعها نور الدين علي بن تغلب الساعاتى ،وهو الذي كان يتولى العناية بها.
وقد
بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله ببغداد جنب الرصافة على نهر دجلة ما
بين سنة 625 هـ / 1227م، وشهر جمادى الآخرة عام 631 هـ / 1234م ، والمدرسة
المستنصرية عبارة عن بناء مستطيل مؤلف من فناء كبير محاط بأروقة ،و في
منتصف كل جهة إيوان بعرض ستة أمتار، ويحيط بكل إيوان قاعتان للتدريس، أما
قاعات الطلبة فكانت من طابقين على طرفي الإيوانات، وقد أحاط المصمم كافة
مرافق المدرسة كالحجرات والقاعات والإيوانات والأروقة من جهاتها الأربع
بإطار يضمها جميعا ً، بينما يتوسطها صحن فسيح طويل.
وأقيمت
قاعات المحاضرات في الجهة الجنوبية التي ترتفع أسقفها بما يوازي طابقين من
المبنى الواقع أمامها، والمكون من حجرات تعلوها بائكات بارتفاع قاعات
المحاضرات، ويفصل بينهما دهليز يبلغ ارتفاعه طابقين كذلك، ويتصل بالصحن
الخارجي عن طريق فجوتين جانبيتين في مواجهة الريح السائدة، وهكذا يندفع
الهواء بضغط من الرياح الخارجية، ليملأ فراغ الدهليز ، وبهذه المعالجة يكون
تصميم المبنى وكأنه ملقف هواء أفقي كاشف عن مدى إدراك المعماري المسلم
لمبادئ عل م (الإيروديناميكا) قبل أن يصل العلم الحديث إلى تفاصيله.
بقايا الباب الوسطاني بمدينة بغداد
مدينة سامراء
( 221 هـ / 836 م )
مدينة
سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،وكانت عاصمة الدولة
العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس
العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي وولده حسن العسكري
رحمهما الله.
تقع
سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم
تشييدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيين في عام 221
هـ / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية مبسوطة في كتب التاريخ.
ولقد
أقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل
،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم
عاد للسكن بمدينة بغداد.
كشفت
التنقيبات الأثرية التى قامت فيها عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر
البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من
العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة
مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .
منظر عام لمدينة سامراء
ومن معالم الحضارة الإسلامية في سامراء ما يلي:
جامع الخليفة المتوكل على الله في سامراء
234 ـ 237 هـ / 849 ـ 852 م
يعتبر
جامع الخليفة المتوكل على الله من أبرز معالم مدينة سامراء ،وما يزال
يتبوأ مكان الصدارة من حيث السعة وإتقان البناء وجمال المظهر بين جوامع
العالم الإسلامي الأثرية الشاخصة ، فقد قاوم عوامل التخريب البشرية
والطبيعية على مر القرون.
وسامراء
أو سر من رأى هي المدينة التي تتجلى فيها مظاهر الطراز الحضاري العباسي .
شيدت المدينة شمال بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 221 هـ / 836 م
واتخذها عاصمة للخلافة ،وأصبحت عاصمة للدولة العباسية لأكثر من خمسين عامًا
، حكم خلالها سبعة خلفاء، حاولوا جعلها مدينة تضاهي بغداد من حيث مبانيها
ومنشآتها، وأبرز ما تم بناؤه فيها هو مسجد سامراء الكبير، ومسجد أبي دلف
المبني على بعد خمسة عشر كيلومترًا إلى الشمال من المدينة.
شيد
الخليفة المتوكل على الله المسجد الجامع في سامراء بين عامي 234 ـ 237 هـ /
849 ـ 852 م . و هو مستطيل الشكل 240 م X 158 م ليسع ثمانين ألفًا من
المصلين . وتخطيط جامع المتوكل مثل تخطيط جامع البصرة ،والكوفة ،وواسط
يتألف من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل ،وكانت في الصحن
نافورة ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت ، يقال إنها
جلبت من مصر ثم نقلت الى المدرسة الشرابية فى بغداد.
ويتميز
جامع المتوكل بمئذنته الملوية ،وهي أقدم مآذن العراق الأثرية . وهي فريدة
بين مآذن العالم الإسلامى في طرازها ، وتبعد بحوالي 27 مترًا عن الجدار
الشمالي للجامع ،وتقع على الخط المحوري لمحرابه . أما بدن المئذنة فهو
حلزوني يقوم على قاعدة مربعة الشكل ذات طبقتين ، طول السفلى منهما 31،80
مترًا والعليا 30،50 مترًا ،وترتفع هذه القاعدة 4،20 مترًا عن مستوى سطح
الأرض ،وتزينها حنايا ذات عقود مدببة ، عددها تسع فى كل ضلع ، عدا الوجه
الجنوبى ف الذي تشغله سبع فقط ، إذ تغطيهما جزءًا منه نهاية السلم المنحدر
الذى يؤدى إلى القاعدة . وأروع ما في القسم العلوية من هذه المئذنة هو صف
من المشاكى المحرابية ،وعددها ثمانية ، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة
آجرية شبه أسطوانية مندمجة . ويبلغ ارتفاع هذه المئذنة نحو خمسين مترًا
عدا القاعدة ، جعلها فريدة في طرازها بين مآذن جوامع العالم الإسلامي
القديمة والحديثة.
جامع أبي دلف في العراق
أراد
الخليفة المتوكل على الله لجامع المتوكلية ( الجعفرية ) أن يكون مثل جامعه
في سامراء من حيث الشكل والمئذنة ،وقد سمي بجامع أبي دلف نسبة إلى القائد
العباسي الذي اشتهر في عهد الخليفة هارون الرشيد ( توفي في بغداد سنة 266
هـ / 841م ).
ويقع
الجامع في القسم الشمالي الشرقي من الجعفرية ،وهو مستطيل الشكل ، أصغر
مساحة من جامع سامراء ،وشيدت جدرانه الخارجية بلبن وطين ، مثل معظم الأبنية
المتوكلية . أما دعاماته وأقواسه ومئذنته فشيدت بالطابوق والجص . ثم تهدمت
الجدران الخارجية وظلت أغلب الأجزاء المشيدة بالطابوق والجص في حالة جيدة.
وفي
جامع أبي دلف من العناصر المعمارية الجديدة القوس المدبب المنفوخ ،وقد جعل
كذلك لمعالجة سعة الأساكيب والأروقة . وبرز محراب الجامع عن مستوى وجه
جدار القبلة من الخارج ، وتعد هذه إضافة جديدة في العمارة الإسلامية.
المدرسة المستنصرية في بغداد
(625 هـ / 1227م )
تعد
المدرسة المستنصرية في بغداد من الجامعات العربية الإسلامية العريقة التي
اشتهرت بتدريس علوم القرآن ،والسنة النبوية ،والمذاهب الفقهية، وعلوم اللغة
العربية ،والرياضيات والفرائض ،وعلوم الطب ، ولعل أهم ما امتازت به هذه
المدرسة عن المدارس التى سبقتها والمعاصرة لها هو وجود بناية خاصة ملحقة
بها ، وكان بازاء باب المدرسة ساعة يستعان بها لمعرفة أوقات الصلاة والدرس
صنعها نور الدين علي بن تغلب الساعاتى ،وهو الذي كان يتولى العناية بها.
وقد
بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله ببغداد جنب الرصافة على نهر دجلة ما
بين سنة 625 هـ / 1227م، وشهر جمادى الآخرة عام 631 هـ / 1234م ، والمدرسة
المستنصرية عبارة عن بناء مستطيل مؤلف من فناء كبير محاط بأروقة ،و في
منتصف كل جهة إيوان بعرض ستة أمتار، ويحيط بكل إيوان قاعتان للتدريس، أما
قاعات الطلبة فكانت من طابقين على طرفي الإيوانات، وقد أحاط المصمم كافة
مرافق المدرسة كالحجرات والقاعات والإيوانات والأروقة من جهاتها الأربع
بإطار يضمها جميعا ً، بينما يتوسطها صحن فسيح طويل.
وأقيمت
قاعات المحاضرات في الجهة الجنوبية التي ترتفع أسقفها بما يوازي طابقين من
المبنى الواقع أمامها، والمكون من حجرات تعلوها بائكات بارتفاع قاعات
المحاضرات، ويفصل بينهما دهليز يبلغ ارتفاعه طابقين كذلك، ويتصل بالصحن
الخارجي عن طريق فجوتين جانبيتين في مواجهة الريح السائدة، وهكذا يندفع
الهواء بضغط من الرياح الخارجية، ليملأ فراغ الدهليز ، وبهذه المعالجة يكون
تصميم المبنى وكأنه ملقف هواء أفقي كاشف عن مدى إدراك المعماري المسلم
لمبادئ عل م (الإيروديناميكا) قبل أن يصل العلم الحديث إلى تفاصيله.
بقايا الباب الوسطاني بمدينة بغداد
مدينة سامراء
( 221 هـ / 836 م )
مدينة
سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،وكانت عاصمة الدولة
العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس
العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي وولده حسن العسكري
رحمهما الله.
تقع
سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم
تشييدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيين في عام 221
هـ / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية مبسوطة في كتب التاريخ.
ولقد
أقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل
،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم
عاد للسكن بمدينة بغداد.
كشفت
التنقيبات الأثرية التى قامت فيها عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر
البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من
العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة
مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .
منظر عام لمدينة سامراء
ومن معالم الحضارة الإسلامية في سامراء ما يلي:
جامع الخليفة المتوكل على الله في سامراء
234 ـ 237 هـ / 849 ـ 852 م
يعتبر
جامع الخليفة المتوكل على الله من أبرز معالم مدينة سامراء ،وما يزال
يتبوأ مكان الصدارة من حيث السعة وإتقان البناء وجمال المظهر بين جوامع
العالم الإسلامي الأثرية الشاخصة ، فقد قاوم عوامل التخريب البشرية
والطبيعية على مر القرون.
وسامراء
أو سر من رأى هي المدينة التي تتجلى فيها مظاهر الطراز الحضاري العباسي .
شيدت المدينة شمال بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 221 هـ / 836 م
واتخذها عاصمة للخلافة ،وأصبحت عاصمة للدولة العباسية لأكثر من خمسين عامًا
، حكم خلالها سبعة خلفاء، حاولوا جعلها مدينة تضاهي بغداد من حيث مبانيها
ومنشآتها، وأبرز ما تم بناؤه فيها هو مسجد سامراء الكبير، ومسجد أبي دلف
المبني على بعد خمسة عشر كيلومترًا إلى الشمال من المدينة.
شيد
الخليفة المتوكل على الله المسجد الجامع في سامراء بين عامي 234 ـ 237 هـ /
849 ـ 852 م . و هو مستطيل الشكل 240 م X 158 م ليسع ثمانين ألفًا من
المصلين . وتخطيط جامع المتوكل مثل تخطيط جامع البصرة ،والكوفة ،وواسط
يتألف من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل ،وكانت في الصحن
نافورة ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت ، يقال إنها
جلبت من مصر ثم نقلت الى المدرسة الشرابية فى بغداد.
ويتميز
جامع المتوكل بمئذنته الملوية ،وهي أقدم مآذن العراق الأثرية . وهي فريدة
بين مآذن العالم الإسلامى في طرازها ، وتبعد بحوالي 27 مترًا عن الجدار
الشمالي للجامع ،وتقع على الخط المحوري لمحرابه . أما بدن المئذنة فهو
حلزوني يقوم على قاعدة مربعة الشكل ذات طبقتين ، طول السفلى منهما 31،80
مترًا والعليا 30،50 مترًا ،وترتفع هذه القاعدة 4،20 مترًا عن مستوى سطح
الأرض ،وتزينها حنايا ذات عقود مدببة ، عددها تسع فى كل ضلع ، عدا الوجه
الجنوبى ف الذي تشغله سبع فقط ، إذ تغطيهما جزءًا منه نهاية السلم المنحدر
الذى يؤدى إلى القاعدة . وأروع ما في القسم العلوية من هذه المئذنة هو صف
من المشاكى المحرابية ،وعددها ثمانية ، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة
آجرية شبه أسطوانية مندمجة . ويبلغ ارتفاع هذه المئذنة نحو خمسين مترًا
عدا القاعدة ، جعلها فريدة في طرازها بين مآذن جوامع العالم الإسلامي
القديمة والحديثة.
جامع أبي دلف في العراق
أراد
الخليفة المتوكل على الله لجامع المتوكلية ( الجعفرية ) أن يكون مثل جامعه
في سامراء من حيث الشكل والمئذنة ،وقد سمي بجامع أبي دلف نسبة إلى القائد
العباسي الذي اشتهر في عهد الخليفة هارون الرشيد ( توفي في بغداد سنة 266
هـ / 841م ).
ويقع
الجامع في القسم الشمالي الشرقي من الجعفرية ،وهو مستطيل الشكل ، أصغر
مساحة من جامع سامراء ،وشيدت جدرانه الخارجية بلبن وطين ، مثل معظم الأبنية
المتوكلية . أما دعاماته وأقواسه ومئذنته فشيدت بالطابوق والجص . ثم تهدمت
الجدران الخارجية وظلت أغلب الأجزاء المشيدة بالطابوق والجص في حالة جيدة.
وفي
جامع أبي دلف من العناصر المعمارية الجديدة القوس المدبب المنفوخ ،وقد جعل
كذلك لمعالجة سعة الأساكيب والأروقة . وبرز محراب الجامع عن مستوى وجه
جدار القبلة من الخارج ، وتعد هذه إضافة جديدة في العمارة الإسلامية.